20 نونبر 2007

جراح الروح والجسد ٥



كان لا بد أن اعرف لماذا انتحر “قدور” ؟ ما هو السبب الخطير الذي جعله ينتحر؟ انه جبان نتن. لانتحر الا الجبناء. علمت بعد ذلك بخبر قدور زوجته “النصرانية” كان اسمها جوزيان , أتت للمغرب لتصفية كل الأمور المادية في المغرب و العودة الى فرنسا. لم أكن أملك رقم هاتفها لذلك ذهبت اليها مباشرة. قرعت الجرس فتحت لي الباب. تغيرت كثيرا, سبق لي أن رأيتها مرتين. كانت أردافها ممتلئة. أما التي أرى أمامي فهي هيكل عظمي متحرك.يبدو أنها لم تتعرف علي قلت لها:-أنا قريبة “قدور”.تغيرت ملامحها , بدت ممتعضة:-ماذا تريدين؟أحسست بالحرج . ماذا أقول لها؟-علمت أنك هنا و أردت فقط أن ..صمتت قليلا, لم أعرف ماذا أقول في الحقيقة. بدت متضايقة ثم قالت:-تفضلي بالدخول.دخلت. البيت أنيق جدا , مؤثت على الطريقة المغربية. كيف أبدأ حديثي معها؟ علي اللعنة لماذا اتيت؟ فلينتحر أو فليذهب الى الجحيم ما شأني به؟قطعت الصمت بجملتها؟-تودين معرفة لماذا انتحر “قدور” أليس كذلك؟-نعم اذا كان ذلك ممكنا.-في نظرك لماذا انتحر؟شعرت بالحرج:-لا أدري. لو كانت لدي أدنى فكرة لما أتيت لأسألك.أشعلت سيجارتها , تنهدت ثم نادت بأعلى صوتها:-زهرة , تعالي حبيبتي.و أتت زهرة طفلة شقراء في حوالي الخامسة من عمرها . ربما اكبر قليلا, جميلة جدا لا يملك المرء الا أن يحبها. أجلستها والدتها على ركبتيها و قالت لها:-احك للآنسة ماذا كان يفعل معك بابا؟بكل عفوية وبراءة اخذت تحكي:-عندما كانت تذهب ماما للعمل يأخذني بابا , ينزع ملابسي كلها ويقبل جسمي وبعدها ينزع بنطلونه ويخرج شيئه ويضعه في مؤخرتي. كنت احس بالألم لكنه كان يقول لي لو اخبرت أي أحد سألاميك في الغابة و تأكل الذئاب جسمك.شعرت بالأرض تميد بي, عرق بارد يلف جسمي.-اذهبي الان يا زهرة .سأكمل لك الحكاية:في يوما ما وجدت حرارتها مرتفعة اخذتها الى الطبيب, عندما فحصها وجد تعفنا في جهازها التناسلي وبكارتها مفتضة, شككت في كل الناس, في مدرسها في حارس الفيلا في الجيران الا في قدورقرر الطبيب ابلاغ الشرطة استمهلته حتى أعرف منها بنفسي وكانت الصاعقة قالت: أبيهل يعقل هذا؟ لا أستطيع أن اعبر بالكلمات, جربت كالمجنونة الى البي لأكتشف أن زهرة لم تكن وحدها الضحية : فاطمة ويوسف أولادي الآخرين.هل تصدقين هذا؟ هل هناك من يفعل بأولاده هذا؟ هذه الأشياء كنت أقول أنها تحدث للاخرين فقط.نسمع عنها في الأخبار و الجرائد , لكن أنتقع عندنا؟ لا . عندما علم أن خبر جريمته انكشف انتحر. كنت أود لو أقتله بيدي, لديه أموال كثيرة كان من الممكن أن يذهب الى أية ساقطة ويفرغ مكبوتاته الحيوانية, لكن أن يفعل هذا بأولاده أية وحشية هذه؟صمتت قليلا لتلتقط أنفاسها و أشعلت سيجارة أخرى و قالت:- أولادي الآن يعالجون في مصحة نفسية, سأكون جمعية تعنى بضحايا الاعتداء الجنسي ,يجب ان نحمي أطفالنا من أمثال هؤلاء.لم أعرف ماذا أقول لها؟ أحسست برغبة عنيفة في البكاء عّل دموعي تخفف عني. وددت لو أصرخ بأعلي صوتي فارتدت الصرهة في جوفي.ماتت الصرخة قبل أن تولد.أجهشت بالبكاء , نظرت الي جوزيان نظرات غريبة قلت لها:-أجل أنا كذلك عانيت مثل زهرة وفاطمة ويوسف.قدور حطمني أفسد حياتي.لم يكن وحده البقال و الرجل الأسود.-ابك ,هذا جيد لا تتركي هذه الأشياء تعكر عليك حياتك.عندما نبكي و نتكلم نرتاح.لكن لماذا لم تخبري أهلك والشرطة؟-لأننا نخاف الفضيحة.الناس لن ترحمني ستصبح سيرتي علكة تلوكها الأفواه الكريهة.ضربوني وقالوا: أصمتي.فصمتت.أنتم هناك لا تخافون شيئا.هنا نرضع الخوف و القمع من ثدي أمهاتنا.-فهمت.لكن ما رأيك أن تتغلبي على خوفك و تأتي معي الى فرنسا؟-ماذا أفعل هناك؟-ساعديني على انشاء الجمعية.اجعلي من تجربتك درسا للآخرين, ساعديهم على تجاوز أزماتهم و عندما تنجح التجربة هناك هنا,تكونين المسؤولة عنه.-ستنجحين هناك في بلدك, لكن هنا أشك.أؤكد لك ستجدين هنا في أغلب البيوت حكاية مثل هذه و أفظع.أشياء لا تتصورها العقول ,لكن لا أحد يتكلم .هذه مواضيع مسكوت عنها.-الى متى ستظل أمور كهذه تحت الغطاء؟-لأننا اذا عريناها ستطفو روائح كريهة على السطح.روائح فضائح تزكم الأنوف. حكايات اعتداءات داخل الادارات , في المستشفيات, في البيوت, في الشارع, حتى في الحافلات. يقول المثل المغربي : نبش تجبد حنش. والحنش أفعى كلما قطعت رأسها نبت لها ألف رأس و رأس.عو دي الى بلدك و افعلي ما بدا لك,لكن اتركينا هنا نأكل و نتغوط وننام كالدواب و نغرس رؤوسنا في الرمل كالنعام.-أنتم جبناء . قالتها بعصبية.-قولي ما بدا لك , أجل نحن جبناء.-سأكرر ثانية : تعالي معي الى فرنسا.-أنا لم أستطع السفر الى الرباط لدراسة الصحافة فكيف سيتركوني أسافر الى آخر الدنيا؟-فرنسا ليست آخر الدنيا.-كل مكان خارج البيضاء بالنسبة لهم آخر الدنيا.قطبت ما بين حاجبيها ثم قالت :-هم؟ من؟-هم؟ أهلي ..أبي.-بنازير بوتو عندما كانت في مثل عمرك قلبت بلدا باكمله وأنت مازلت تقولين أبي.-بنازي بوتو لم يكن لها أب مثل أبي.-كل هذه الأعذار واهية. اذا كانت لديك ارادة قوية و عزيمة وكنت تؤمنين بقضيتك , ستقفين في وجه الشيطان.-في وجه الشيطان نعم, لكن في وجه أبي لا.-هل والدك غول خرافي؟ هذا الخوف بداخلكانت فقط, جربي أن تتحديه , أن تقفي في وجهه و تثوري.ماذا سيحدث في أسوأ الأحوال؟ سيطردك؟ فليفعل بيتي مفتوح لك. و يوما سيفتخر بك. الفرصة تطرق بابنا مرة واحدة و أنا أمنحك اياها.تعالي معي, ساعديني على تأسيس الجمعية , حققي حلمك بأن تصبحي صحفية , تحرري من هذه الأغلال و الأصفاد التي تكبلك .ستجدينني دائما رهن اشارتك .حانت مني التفاتة, رأيت زهرة منزوية في ركن الغرفة تلعب بدميتها, تذكرت طفولتي : الرجل الأسود, بقال الحي, قدور القدر, الحرق في فخدي ,المرحاض المظلم, دعاء ابنة الهام, لو أستطيع أن آخذها بعيدا و تكون ابنتي ! نظرت ثانية لزهرة, آه ! كيف لك أن تنسي أيتها الطفلة؟ أستطيع أن أحس بكل ما تعانين.تذكرت جملة أبي: يريد أن يأتي بأبنائه الى المغرب لكي يربيهم على مبادئ الاسلام. كان يريد أن يهرب بجريمته الى هنا. كان يعلم أن أمره سينكشف يوما ما . أي مبررات سيقدمها علماء النفس لشخص مثل هذا؟نظرت لجوزيان وقلت لها:-لست جبانة سأصرخ و سأكسر هذا الصمت و سأتقيأ كل ما ظل مختزنا في جوفي طوالا هذه السنين , سترين و ستسمعين , أعدك.ذهبت الى البيت, لم أخبر احدا بشيء , اتصلت بي الهام كانت فرحة قالت لي:-ذهبت الى الجامعة لأرى نتيجة امتحانك, لقد نجحت مبروك .لم أكن فرحة و لم أكن حزينة:-أشكرك قلتها بكل اقتضاب-ماذا بك؟-لاشيء متعبة.-لقد اتصل بي نجيب يريد أن يراك غدا على الساعة الثالثة بعد الزوال.-حسنا انها فرصة لكي أقطع علاقتي به.-هل أنت جادة؟ لا تفعلي أرجوك-بل سأفعل .سأختلق أي عذر لأنهي علاقتي به.وضعت سماعة الهاتف, و أخذت أفكر في كلام جوزيان.صمت ثقيل يلف المكان, كان ينقر المائدة بأصابع يده نقرات رتيبة تزيد من احساسي بالملل. كنت أرتشف قهوتي رشفات سريعة أريد أن أنهيها بنفس السرعة التي أود أن أنهي بها حكايتي مع نجيب.سألني بصوته الأجش:-ما هو هذا الشيء المهم الذي تفكرين به و يجعلك منشغلة عني؟-علاقتنا اليست شيئا مهما يستوجب النقاش و التفكير؟-ما الذي جد في علاقتنا يستوجب النقاشابتسمت في مرارة:-المشكلة أنه لم يجد أي شيء منذ التقينا. لا تقاطعني أرجوك.أتمنى لمرة واحدة أن أتكلم و أقول ما عندي. عندما عرفتك تمنيت لو أعيش معك ما لم أعشه من قبل: نخرج, نضحك, نمرحو نذهب سويا الى البحر, الى اماكن لم أذهب اليها من قبل.أن أحدثك كأنني أتكلم مع نفسي بصوت مرتفع ,أن لا تكون حواجز بيننا.كنت أتمنى عندما نلتقي نرمي هموم البيت و الدراسة والعمل وراء ظهورنا و لو لنصف ساعة, نضحك من قلبينا.لكن كنت أهرب من المشاكل لأجدك تحدثني عنها…عمل , عمل نفس الكلام لا يتعير أبدا.هربت من الملل فجعلت حياتي أكثر مللا وضجرا. كنت اتمنى عندما أذهب للقياك أذهب بفرح نقي تسبقني أحلامي الوردية و يدق قلبي شوقا لكن كنت أذهب اليك و كأنه واجب اداري ثقيل على نفسي.جذب نفسا عميقا من سيجارته ثم قال بثباته المعهود:-و ماذا أيضا؟صرخت فيه:-أتعرف ؟ في البداية كنت معجبة بثباتك ووقارك.الآن بتّ أكره هذه الرزانة. لايمكنني أن أعيش رزينة أربعا وعشرين ساعة في اليوم سبعة أيام في الأسبوع.أريدك أن تخلع ربطة عنقك هذه و تلبس لباسا رياضيا, نتمشى على البحر , ناكل جلاص , لم تمتدح مرة واحدة تسريحة شعري, لم تبد أبدا اعجابك بفستاني أ و عطري. قد تكون هذه الأشياء تافهة بالنسبة لك لكنها مهمة بالنسبة لي.أطفأ سيجارته بعصبية :-هل أترك عملي و مشاكلي لأجري وراءك على شاطئ البحر؟كنت على وشك الانفجار:-عمل ..عمل ..عمل فليذهب عملك الى الجحيم.أشعل سيجارة أخرى و عاد يقول بنفس العصبية:-فليذهب عملي الى الجحيم, طبعا لأنك لن تخسري شيئا , لم تتعبي كما تعبت لم تذوقي المر كما ذقته. ما وصلت اليه الآن بنيته بتعب السنين و لست على استعداد أن أضيعه من أجل امرأة …-تافهة؟ أليس كذلك؟-اسمعي لماذا لا تذهبين معي الى البيت؟ لن تندمي أبدا.-لدي حل أفضل.لماذا لا نفترق؟-ماذا تقصدين؟ اسمعي لا تفسدي كل شيء . انك تعجبينني و أنا لا أحسن فن الغزل و كل هذا الكلام الجميل و المنمق.اصبري قليلا معي من يدري ؟ قد نتزوج.ضحكت باستهزاء:-هل تظنني مراهقة غريرة؟ ما ان تعدني بالزواج أرتمي في أحضانك؟أقول لك شيئا؟ أحلامي أبدا لا يدخل في ضمنها الزواج.أريد أن تكون لي طفلة نعم لكن لا أريد زوجا,تبدو الفكرة غريبة وغير مقبولة لكن هذ ا كان دائما حلمي.بدا ساهما ثم قال:-لم أسمع عن امرأة ترفض الزواج.-و ها أنت قد سمعت عنها.-هذا ضد الكبيعة الا اذا كنت…سكت ثم ابتسم في خبث. قلت ببرود و أنا أنقر المائدة:-الا اذا كنت ماذا؟ سحاقية مثلا؟ لو كنت كذلك لما همني الأمر و لقلتها على الملأ و لتذهب أنت و الجميع الى جهنم. كل ما في الأمر أن لدي أسبابي الخاصة تجعلني أكره الرجال. سمني معقدة ان شئت.-اذا لماذا دخلت في علاقة معي؟-لا أدري تجربة كباقي التجارب.-تقصدين تسلية كباقي التسليات. كنت تتسلين بي؟بدا منفعلا ثم أكمل:-أنت فعلا معقدة و أقترح عليك زيارة طبيب نفساني.-أشكرك على النصيحة. ما رأيك لو تعطيني عنوان الطبيب النفساني الذي يعالجك؟-لو لم نكن في الشارع لقتلتك.-أنت لن تستطيع قتلي.يمكنك أن تقتل الأطفال أو العجائز هناك في احدى القرى النائية في بلدك الجزائر .لكن هنا لا.جرب و اقسم لك سترى بعد ذلك أياما أسود من شعر رأسك.ابتلع غضبه,أصلح ربطة عنقه ثم وقف .ناديته:-نجيب, لماذا لا نفترق بطريقة حضارية؟ أنا لا أريدك ليس لأنك شخص سيء. بالعكس أنت طيب جدا.لكن هناك أشياء تمنعني من اقامة علاقة جنسية بالتحديد مع أي رجل.لا تسألني عن هذه الأسبا ب أرجوك. لماذا لا تمد يدلك لمصافحتي؟-أنت فعلا غريبة.صافحني تعمد أن تظل يدي في يده .سحبتها في رفق وودعته.جهزت جواز سفري خلسة.لم يعلم أحد بالأمر حتى الهام لم أقل لها شيئا.ضممت الجواز لصدري.بعدها أرسلت لي جوزيان كل الأوراق اللآومة للحاق بها. بعت سلسلتين ذهبيتين و حجزت تذكرة سفر الى فرنسا.حتى حقيبتي جهزتها .لكن كيف سأقنع أبي بالسفر؟ فكرت بالاتصال بشقيقاتي لكي يقنعن أبي بالفكرة.دخلت خديجة بطنها ممتدة أمامها كقنبلة موقوتة ستنفجر في أية لحظة. تبعتها كوثر ثم أمينة.جاءت زوجة أبي, نظرت اليها نظرة ذات مغزى فصعدت الىالطابق الثاني و تركتنا وحدنا. لم نجتمع من زمن طويل على صينية شاي. و نحكي همومنا و أحلامنا. كنت أحس بالغربة معهن .آلاف من المسافات الضوئية تفصل بيننا. في بعض الاحيان لا يكون المرء في حاجة للسفر بعيدا لكي يحس بالغربة , يمكننا أن نحس بها و نحن بين أهلنا و في بلدنا. كيف أبدأ حديثي معهن؟-سأدخل في الموضوع مباشرة دون مقدمات لأو مؤخرات.قالت خديجة :-أعرف لماذا جمعتنا اليوم. الحكاية فيها عريس اليس كذلك؟شعرت بالغيظ. دائما تحاول الظهور بمظهر العالمة العارفة بكل شيء.-الحكاية أبعد ما تكون عن الزواج.-اذن ما هو هذا الأمر المهم الذي استدعيتنا لأجله؟-لو تصمتين فقط و تسمعين؟وضعت يدها على فمها بتأفف.-هكذا أفضل.صمتّ لحظة استجمعت قوايا وقلت:-سأسافر الى فرنسا.وقفت أمينة :-وهل وافق أبي؟-لهذا جمعتكن, لكي تقنعنه بضرورة سفري.نهضت خديجة بعصبية وقالت:-أنا لست موافقة على سفرك.-لماذا؟-لست موافقة و كفى.-أنت ترفضين لمجرد الرفض ليس الا. ثم أنا لا أستشيرك فقرار سفري اتخذته منذ زمن و سأسافر أنا أقول هذا من باب العلم بالشيء فقط.بهدوء سألت كوثر:-لماذا قررت السفر؟ ألن تكملي دراسة الحقوق؟نظرت خديجة بغباء و سألتني:-هل تدرسين الحقوق؟ضحكت بمرارة:-رائع! حتى أنك لا تعرفين ماذا أدرس.أضافت أمينة:-احصلي على الاجازة وبعدها لها رب مدبر حكيم.قلت باصرا:-بل سأسافر و الآن.-اذن سافري .ما شأننا بالأمر؟ قالت خديجة بلا مبالاة.-شأنك أنك أختي و أنا أتحدث معك لكي تساعديني على اقناع أبي.-الا أبي- أنت تعرفين لسان أبي و عصبيته و أنا حامل و لن أتحمل كلامه.-و أنتما؟طأطأتا رأسيهما علامة علىالتملص و الرفض.أحسست بعصة في حلقي. فتحت باب الغرفة و قلت:-يمكنكن الانصراف.وقفت خديجة اضعة يدها على بطنها:-هل تطرديننا؟ انه بيت أبي , ندخله و نخرج منه متى أردنا.-هل من الضروري أن يسمع العالم صراخنا و خصامنا كلما التقينا؟ ابقي أو انصرفي هذا أمر يخصك.-هذا البيت بنيته بعرقي و جهدي ب…استفزتني, نكأت جراحي:-بنيته بعرقك و جهدك؟ حسب علمي لم تكوني موظفة .بل لم تدرسي أبدا.فعن أي جهد و عرق تتكلمين بالضبط؟اصفر وجهها.صمتت و اخذت تبكي .شلالات من الدموع كعادتها:-نسيت؟ منذ ولدت و انا كنت لك أما . أشتري لك الملابس, الدوية , الطباء..كم أنفقت عليك أنت بالضبط.-لا لم أنس ابدا.كما لم أنس كم تركتني في الحديقة وحدي , و كم أخذتني الى تلك الشقة المتعفنة و شقق أخرى كثيرة.تقفلين علي الباب و تنصرفين لمجونك. و لم أنس كذلك ضربك لي و اهاناتك المتكررة و سجني داخل المرحاض المظلم المملوء صراصير فئران وعفاريت.كيف لي أن انسى كل هذا؟ أنت لم تكوني أما لي أبدا, كنت جلادي لسنوات وأشفق على هذا الطفل القادم لن تستطيعي أن تكوني أما له.أخذت أمينة تنظر لكوثر بذهول .صرخت فيهما

ليست هناك تعليقات: